U3F1ZWV6ZTM5NDI4MDE3NTg4NjcxX0ZyZWUyNDg3NDYwMjg2OTU4NA==

الصدقة،وأنواعها، وعلى من تجب، آداب الصدقة وفضلها

الحجم

الصدقة

الصدقة

هي ما يُعطى للفقير ونحوه، من مالٍ، أو طعامٍ، أو لباسٍ، على وجه التقرّب إلى الله تعالى، وليس على سبيل المكرُمة.
والصَّدَقة اصطلاحاً: هي العطيّة التي يُبتغى بها الثواب من الله تعالى، فهي إخراج المال تقرُّباً إلى الله سبحانه وتعالى.

على من تجب الصدقة؟

فإذا كان المرادُ بالصَّدَقَة الزكاةُ الواجبةُ: فتجب على المسلم الحرِّ المالك للنصاب، وبالنسبة لحَوَلان الحَوْل؛ فيشترط في كل الأموال الزكويَّة إلا الزروع والثمار؛ إذ تجبُ الزكاة فيها حين الحصاد.

متى تجب الصدقة وهل يجوز إخراجها للأقارب؟

إن الصدقة تكون واجبة على المُسلم في حالتين، هما: «النذر، والزكاة»، منوهة بأنه تجب الصدقة على الإنسان إذا نذرها المرء فتصير نذرًا يجب الوفاء به، أو إذا كانت زكاة.

آداب الصدقة

أما آداب الصدقة فإن الله عز وجل يقول في آدابها وشروطها وما يتقبل منها -سبحانه- يقول: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (البقرة: 274).
وقال عز وجل: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (البقرة: 274). وقال تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (البقرة: 245)، وقال: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ} (الحديد: 11).
إذا علم المقرض أن المقترض مليء، غني، ووفي، ومحسن، كان ذلك أدفع له للصدقة، وأطيب لقلبه، ولسماحة نفسه.
إذا علم المقرض أن الذي اقترض منه مليء فهذا يدفعه للصدقة، إذا علم أن الذي يقترض منه يتاجر له فيها، وينمّيها له، ويثمّرها حتى تصير أضعاف ما كانت سيكون بالقرض أسمح وأسمح، فإذا علم أن المقترض مع ذلك سيزيد من فضله ويعطيه أجراً آخر غير القرض الذي اقترضه، ليس فقط يرده إليه ويضاعفه وينميه، وإما سيعطيه شيئاً إضافياً عليه، لا شك أنه سيكون في ثقة وضمان، وأنه سيندفع إليها أكثر وأكثر.
والله _سبحانه وتعالى_ هنا قد أخبر مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ.

أنواع الصدقات

أنواع الصدقات

* صدقات المال

من الأمثلة على صدقات المال التي يُؤجَر عليها المسلم، ما يأتي:

_ الإنفاق على الأبناء

فقد قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: "أربعةُ دنانير: دينارٌ أعطيتَه مسكيناً، ودينارٌ أعطيتَه في رقبةٍ، ودينارٌ أنفقتَه في سبيلِ اللهِ، ودينارٌ أنفقتَه على أهلِك؛ أفضلُها الذي أنفقتَه على أهلِك".

_ الصدقة على اليتيم

حيث قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: "كافِلُ اليتيمِ له أو لغيرِهِ، أنا وهو كهاتَيْنِ في الجنّةِ"؛ إذ أشار -صلّى الله عليه وسلّم- بإصبعيه السّبابة والوسطى.

_ الصّدقة على الجار

حيث قال الله تعالى: "وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ".

_ الإنفاق على الجهاد في سبيل الله تعالى

قد ذُكِر فضل الإنفاق على الجهاد في سبيل الله -تعالى- في عدّة مواضع في القرآن الكريم؛ منها: {انفِروا خِفافًا وَثِقالًا وَجاهِدوا بِأَموالِكُم وَأَنفُسِكُم في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُم خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمونَ}، وجاء أيضاً في القرآن الكريم: {لَكِنَ الرَّسُولُ وَالذَّينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الخَيرَاتُ وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ♤أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوزُ العَظِيمُ}.

_ الصّدقة الجارية

ورد ذكرها في الحديث الشريف: "إذا ماتَ الرجلُ انقطعَ عملُهُ إلَّا من ثلاثٍ: ولدٍ صالحٍ يدعو لَهُ، أو صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ يُنتَفعُ بِهِ".

* الصّدقات المعنويّة

هناك أعمال يقوم بها المسلم وتُعدّ من الصدقات، ومن أمثلة ذلك ما يأتي:

_ التّسبيح، والتكبير، والتهليل

فقد قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: "إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً".

_ الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر

قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: "وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ" صدق رسول الله-صلى الله عليه وسلم-.

فضل الصدقة

ومن الأحاديث الدالة على فضل الصدقة قوله صلى الله عليه وسلم: "ما منكم من أحدٍ إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة" [في الصحيحين]. فللصدقة فضائل كثيرة من أهمها:

* الصدقة من صفات المؤمن

وقد مدح الله تعالى المتصدّقين في القرآن الكريم ووعدهم بالأجر والمغفرة، قال الله تعالى: {وَٱلۡمُتَصَدِّقِينَ وَٱلۡمُتَصَدِّقَٰتِ... أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغۡفِرَةٗ وَأَجۡرًا عَظِيمٗا}(الأحزاب: ٣٥).

* الصدقة تطفئ غضب الله عزَّ وجلَّ وتدفع ميتة السوء

وذلك بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الصَّدَقَةَ لَتُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ وَتَدْفَعُ مِيتَةَ السُّوءِ". (رواه الترمذي).

* الصدقة سبب للفوز بظلّ عرش الله يوم لا ظلّ إلا ظلّه

فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما ذكر الأصناف الذين يُظلّهم الله في ظلّ عرشه يوم لا ظلّ إلا ظله؛ وذكر منهم: "رجل تصدّق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تُنفق شماله". (صحيح مسلم).

* الصدقة سبب لزيادة المال وللبركة فيه

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إمَا نَقَصَ مَالُ عَبْدٍ مِنْ صَدَقَةٍ". (رواه الترمذي).

* الصدقة تطفئ الخطيئة وتمحو الذنب

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ النَّارَ الْمَاءُ". (رواه ابن ماجه).

* الصدقة سبب للوقاية من النار

فقد أرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلّمنا أن نتقي النار ولو بشق تمرة نتصدق بها.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

مرحباً بكم، يسعدنا تواجدكم
إذا كان لديكم استفسارات، فنحن دائما نسعى إلى مدكم بالمعلومة كاملة.
وسوف يتم الرد على كل أسئلتكم.

الاسمبريد إلكترونيرسالة