
الحَج
يُشير معنى الحَج في اللغة إلى: قَصد الشيء المُعظَّم، أما في الاصطلاح الشرعي، فالحَج هو: قَصْد بيت الله الحرام؛ لأداء مناسك مخصوصة، ويُعرف بأنّه: زيارة مكان مُعين، في زمنٍ مُعين، بنيّة أداء مناسك الحَج بعد الإحرام لها، والمكان هو: الكعبة، وعرفة، والوقت المُعين هو: أشهر الحَج.
متى فُرِض الحَج
وقع صلح الحديبية، وخرج منه المسلمون وقد اعترفت قريش بوجودهم، وذلك فى حد ذاته نصر مهم، وفى هذه السنة فرض الحَج، فما الذى يقوله التراث الإسلامي؟فى سنة ست من الهجرة، نزل فرض الحج كما قرره الشافعى رحمه الله، زمن الحديبية فى قوله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ } [البقرة: 196] ولهذا ذهب إلى أن الحج على التراخى لا على الفور، لأنه ﷺ لم يحج إلا فى سنة عشر.
وخالفه الثلاثة: مالك، وأبو حنيفة، وأحمد، فعندهم أن الحج يجب على كل من استطاعه على الفور، ومنعوا أن يكون الوجوب مستفادا من قوله تعالى: {وأتموا الحج والعمرة لله} وإنما فى هذه الآية الأمر بالإتمام بعد الشروع فقط، واستدلوا بأدلة قد أوردنا كثيرا منها عند تفسير هذه الآية من كتابنا التفسير، ولله الحمد والمنة، بما فيه الكفاية.
وفى هذه السنة حُرِّمت المسلمات على المشركين تخصيصا لعموم ما وقع به الصلح عام الحديبية، على أنه لا يأتيك منا أحد، وإن كان على دينك إلا رددته علينا، فنزل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ...} الآية [الممتحنة: 10].
وفى هذه السنة كانت غزوة المريسيع، التى كان فيها قصة الإفك ونزول براءة أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها.
وفيها كانت عمرة الحديبية، وما كان من صد المشركين رسول الله ﷺ، وكيف وقع الصلح بينهم على وضع الحرب بينهم عشر سنين، فأمن الناس فيهن بعضهم بعضا، وعلى أنه لا إغلال ولا إسلال، وقد تقدم كل ذلك مبسوطا فى أماكنه، ولله الحمد.
وولى الحج فى هذه السنة المشركون.
قال الواقدي: وفيها فى ذى الحجة منها: بعث رسول الله ﷺ ستة نفر، مصطحبين حاطب بن أبى بلتعة إلى المقوقس صاحب الإسكندرية، وشجاع بن وهب بن أسد بن جذيمة، شهد بدرا، إلى الحارث بن أبى شمر الغسانى يعني: ملك عرب النصارى.
ودحية بن خليفة الكلبى إلى قيصر، وهو هرقل ملك الروم، وعبد الله بن حذافة السهمي، إلى كسرى ملك الفرس، وسليط بن عَمرو العامري، إلى هوذة بن على الحنفي، وعَمرو بن أمية الضمري، إلى النجاشى ملك النصارى بالحبشة وهو أصحمة بن الحر.
شعائِر الحَج
النية للحج
* يبدأ الحَج بالنية، ثم الإحرام من المنزل أو من الميقات، والإحرام للرجل يكون بترك المخيط، وستر البدن بملابس الإحرام البيضاء غير المخيطة.الطواف
* فإذا وصل الحاج إلى مكة ودخل بيت الله الحرام فيستحب له الطواف بالبيت الحرام سبعة أشواط بداية من الحجر الأسود، وهو طواف العمرة للمتمتع، ويعتبر سعيًا للقارن بين الحَج والعُمرة.* فإذا فرغ الحاج من الطواف فيستحب له صلاة ركعتين عند المقام، ثم يسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط وهو سعي المتمتع بالعمرة مع الحَج، وسعي مزدوج للحَج والعُمرة لمن كان قارنًا بينهما.
التحلل من الإحرام
* فإذا كان متمتعا بالعمرة مع الحج تقتضي شعائر الحَج بالترتيب أن يتحلل من الإحرام بعد السعي بين الصفا والمروة ويحلق أو يقصر، ثم يعود ليجدد إحرامه من جديد للحَج في يوم التروية اليوم الثامن من ذي الحجة.أما المفرد بالحَج أو القارن بين الحَج والعُمرة فيبقى على إحرامه دون تحلل.
* فإذا ما كان يوم التروية وهو يوم الثامن من ذي الحجة فإنه تبدأ أعمال الحَج الكبرى حيث يبدأ كافة الحجاج في المناسك فاستكمل معي أخي الحاج كيفية أداء مناسك الحَج خطوة خطوة بالترتيب من خلال معرفة ما ينبغي أن يفعله الحاج بداية من اليوم الثامن من ذي الحجة.

مناسِك الحَج بالتفصيل
* المبيت بمنى، حيث يبيت الحجاج بمنى يوم التروية، حيث يحرم الحاج المتمتع ويبقى القارن والمفرد على إحرامه ومن السنة في هذا اليوم صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء، ثم المبيت حتى تطلع شمس يوم عرفة، فهذا من السنة إلا إذا كان هناك زحام فيذهب الحجاج إلى عرفة مباشرة.
* ونستكمل الحديث عن كيفية أداء مناسك الحَج بالترتيب بالحديث عن أعمال الحاج في يوم التاسع من ذي الحِجة فهو يوم الحَج الأكبر الركن الذي لا يتم الحَج بدونه، حيث يصعد الحُجاج إلى جبل عرفات حيث يكثر الحُجاج من الذكر والدعاء والتلبية مدة وقوفهم بعرفات.
* وبعد غروب شمس اليوم التاسع من ذي الحجة يفيض الحجاج من عرفات إلى مزدلفة حيث يصلي الحجاج المغرب والعشاء جمع تأخير وقصر بأذان واحد وإقامتين، ثم يستكمل شعائر الحج بالتفصيل بجمع الحصيات وعددها 49 لمن يرمي يومين، و70 لمن يرمي ثلاثة أيام.
* فإذا جاء يوم النحر وهو اليوم العاشر من ذي الحجة فإنه يستعد لرمي جمرات العقبة الكبرى بسبع حصيات ويكون ذلك بين من بعد طلوع الشمس حتى الزوال، يجوز مد الفترة حتى الغروب إذا كان هناك زحام كبير، ويبدأ النحر والذبح من طلوع شمس يوم النحر ليستكمل بقية مناسك الحج بالتفصيل.
* فإذا كان اليوم الثاني والثالث من أيام النحر الموافق الحادي عشر والثاني عشر من ذي الحجة استكمل الحجاج مناسك الحج بالترتيب حيث رمى الحجاج الجمرات الثلاث الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى، وفي كل مرة بسبع حصيات من الزوال حتى غروب الشمس، ويمكن أن يكون قبل الفجر لمن عنده سبب لذلك كالتعجل.
* ويمكن أن يؤدي الحاج طواف الإفاضة بعد رميه جمرة العقبة الكبرى، ويجوز تأخير الطواف إلى ما بعد انتهاء أيام التشريق، ومن الأفضل أن يكون طواف الإفاضة يوم العين.
* ويسن للحاج بعد أن ينتهي من مناسك الحج أن ينهي حجة بسبعة أشواط طوافًا حول البيت يختتمها بركعتين يطلب من الله أن يتقبل منه حجه ويدعو لمن رغب من أهله وأصحابه وصلته وكل من يحب أن يدعو لهم.
* بعدها يتحلل الحاج ويعود إلى وطنه وقد رجع من حجه كيوم ولدته أمه.
إرسال تعليق
مرحباً بكم، يسعدنا تواجدكم
إذا كان لديكم استفسارات، فنحن دائما نسعى إلى مدكم بالمعلومة كاملة.
وسوف يتم الرد على كل أسئلتكم.