الصلاة
هي حلقة الوصل بين الإنسان وربه، إذ تخاطب الإنسان أو توجهه لربه عن طريقها. عرفت الصلاة منذ فجر التاريخ، إذ تختلف الصلاة في طريقتها وعدد مراتها وأسبابها وأحكامها بين ديانة وأخرى.
الصلاة في الإسلام
تؤدى الصلاة في الإسلام خمس مرات يومياً، فرضا على كل مسلم بالغ عاقل خالي من الأعذار، بالإضافة لأنواع أخرى من الصلاة تمارس في مناسبات مختلفة مثل: صلاة العيد، وصلاة الجنازة، وصلاة الاستسقاء، وصلاة الكسوف، والصلاة التفريجية.
الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام الخمسة. وتعتبر الصلاة وسيلة مناجاة بين العبد وربّه.
الصلوات الخمس في الإسلام هي:
*صلاة الفجر، ووقتها من طلوع الفجر الصادق إلى طلوع الشمس.
*صلاة الظهر، ووقتها إذا زالت الشمس عن وسط السماء إلى مصير ظل كل شيء مثله غير ظل الاستواء.
*صلاة العصر، ووقتها من بعد وقت الظهر حتى مغيب الشمس.
*صلاة المغرب، ووقتها من بعد مغيب الشمس إلى مغيب الشفق الأحمر.
*صلاة العشاء، ووقتها من بعد وقت المغرب حتى طلوع الفجر الصادق.
ولكي يتسنّى للمسلم أداء الصلوات، يجب عليه أن يكون طاهراً، وتتأتى الطهارة عن طريق الوضوء للصلاة.
على من تجب الصلاة؟
*المسلم: الذي يؤمن بوحدانية الله ، و أن محمدا هو الرسول الخاتم للرسل والأنبياء، والإيمان بباقي الرسل والأنبياء والكتب السماوية والملائكة والقدر.
*البالغ: وهو الذي بلغ الحُلُم وصار مُكلّفا.
*العاقل: الغير مريض مرضا عقليا (الغير مجنون) المسئول عن أفعاله وأقواله، الخالي من الأعذار.
ويؤمر الطفل بالصلاة ليتعود عليها منذ الصغر ، كما يؤمر بكل فضيلة ، وينهى عن كل قبيحة ورذيلة, لقوله عليه الصلاة والسلام (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين وفرقوا بينهم في المضاجع).
*النيّة:
*تكبيرة الإحرام:
فمن الأركان التكبير قائماً؛ أي أن يقول المصلّي: "الله أكبر"، وهو قائمٌ إن كان قادراً على القيام؛ لأنّ القيام ركنٌ، ويقولها بالعربيّة، وهي ركنٌ لا تصحّ الصلاة دونه، وإن عُجز عن النطق بالتكبير، كمن كان أخرساً فإنّه يسقط عنه.
*القيام:
حيث يجب على المسلم أداء الصلاة قائماً في حال كان قادراً على القيام، لقول الرسول -عليه الصلاة والسلام- لعمران بن حصين: (صَلِّ قَائِمًا).
*القراءة:
وقراءة الفاتحة ركنٌ في الصلاة عند جمهور الفقهاء في كلّ ركعةٍ، واستدلّوا على ركنيّتها بقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: "لا صَلاةَ لِمَن لَمْ يَقْرَأْ بفاتِحَةِ الكِتابِ"، ولم يقيّد الحنفية القراءة بالفاتحة، وقالوا بقراءة آية من القرآن، استدلالاً بقول الله -تعالى-: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ}.
*الركوع والطمأنينة فيه:
ويقتضي الركوع أن ينحني المصلّي بظهره ورأسه حتّى تبلغ يداه رُكبتيه، ودليل ركنيّته قول الله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا}، مطمئنّاً قدر تسبيحةٍ، والدليل عليه ما نصّ عليه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث الذي علّم فيه الصحابي الذي صلّى أمامه فلم يحسن صلاته، فقال له رسول الله: "...ثمَّ اركَع حتَّى تطمئنَّ راكعًا".
*الرفع من الركوع والاعتدال قائماً مطمئناً:
وهو ركنٌ عند جمهور الفقهاء وأبي يوسف من الحنفيّة، وواجبٌ عند أبي حنفية ومحمد، ويقصد بالاعتدال العودة إلى الهيئة التي كان عليها المصلّي قبل الركوع؛ أي الاستواء قائماً للقادر على القيام والاستواء قاعداً لمن صلّى قاعداً؛ لعجزه عن القيام.
ودليل الاعتدال من الركوع والاطمئنان فيه؛ فعل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في صلاته على الاعتدال قائماً مطمئنّاً من الركوع، والمسلم مأمورٌ باتّباع فعل النبيّ والاقتداء به كما جاء في الحديث الشريف: "...وصَلُّوا كما رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي"، وما قاله لمَن لم يُحسن صلاته: "ثُمَّ ارْفَعْ حتَّى تَعْدِلَ قَائِمًا".
*السجود والطمأنينة فيه:
فالسجود مرّتين لكلّ ركعةٍ، والرفع بعد كلّ واحدٍ منهما ركنٌ في الصّلاة، وأكمل السجود ما كان على سبعة أعضاءٍ ملامسةٍ للأرض، وهي؛ الجبهة، والأنف، واليدان، والركبتان، وأطراف القدمين.
ودليل كون السجود والاطمئنان ركناً؛ قول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: "...ثُمَّ اسْجُدْ حتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا".
*الجلوس بين السجدتين والطمأنينة فيه:
وهو ركنٌ عند جمهور الفقهاء، وواجبٌ عند الحنفية، ودليله قول رسول الله: "ثُمَّ ارْفَعْ حتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا".
*السجود مرة أخرى
*الجلوس الأخير والتشهّد:
وذلك بقول المصلي في الركعة الأخيرة من صلاته: (التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، والصَّلَوَاتُ، والطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أيُّها النبيُّ ورَحْمَةُ اللَّهِ وبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وعلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ)، وأضاف الشافعية والحنابلة قول المصلّي باعتباره ركناً: (اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلى آلِ إبْرَاهِيمَ، وبَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلى آلِ إبْرَاهِيمَ، في العالمين، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ)، واكتفى المالكية بركن الجلوس للسلام.
*التسّليم:
والتسليمة الأولى ركنٌ عند المالكيّة والشافعيّة، وأمّا عند الحنابلة فالتسليمتان ركنٌ في الصلوات المفروضة، وهي آخر ما يختم به المصلّي صلاته، واعتبر الحنفية التسليمتان واجبتان.
*الطمأنينة:
وقد اعتبرها الشافعية، والمالكية، والحنابلة؛ ركنٌ، واعتبرها الحنفية واجبٌ، ويُراد بها السكون بين حركات وأفعال الصلاة.
*الترتيب:
فأداء أركان الصلاة مرتّبةً كما أدّاها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ركنٌ عند الجمهور، وعدم أدائها بالترتيب مدعاةٌ لبطلان الصلاة، ولو كان عدم الترتيب سهواً عن غير قصدٍ بإجماع الفقهاء، أمّا الحنفية فقالوا بأنّ الترتيب واجباً في الأفعال المكرّرة في كلّ ركعةٍ؛ كالقراءة، وفرضٌ في الأفعال غير المكرّرة في كلّ ركعةٍ.
إرسال تعليق
مرحباً بكم، يسعدنا تواجدكم
إذا كان لديكم استفسارات، فنحن دائما نسعى إلى مدكم بالمعلومة كاملة.
وسوف يتم الرد على كل أسئلتكم.